الزهرة الزرقاء في شارع أستقلال_ أسطنبول

انها ليست الواحدة بالضبط، ولا الثانية عشر.

فالتوقيت الشتوي سيبدأ الليلة.

أمهم أن يعرف عشاق اسطنبول ذلك

أم انهم مشغولين بالرقص

وشراء الكستناء المشوية في شارع أستقلال في تقسيم.

هكذا يقضي الأتراك هنا الوييك أيند

ليس تماما مثل بغداد

رأيت أحدهم يشتري وردة زرقاء

أحلف أنها كانت زرقاء ويهديها لحبيبته

كم هم جميلون معا

عشاق أسطنبول

عشاق يضحكون

عشاق يأكلون

عشاق يعشقون

عشاق يتبادلون القبل تحت المطر

عشاق لا ينظرون الى عشاق أخرين

انا البلهاء الوحيدة التي أقف وأحلل الألوان

والتقط الصور

لأرسلها لأصدقائي

لأدعي السعادة والحرية وحدي

أقول لنفسي أني فرحانة بمظلتي الفرنسية الشكل كالتي نراها في لوحات مونيه

عشاق أسطنبول لا يهمهم مظلتي البلهاء

كل شيء في شارع أستقلال يثير

شوقي

للحب والعشق

انهم العشاق الذين لا يفكرون ماذا سيفعلوا بعد ساعة

ولا بالغد الذي لا يأتي في شارع أستقلال

ورائحة الكستناء تدغدغ رغباتي الدفينة

حتما ان الله يتكلم للعاشقين كل يوم هنا

فيسمعون صوته بوضوح

في شارع استقلال

قادما مع الموسيقى الصاخبة

في زاوية ما

يأتي صوت أبراهيم . لابد أنه يتغنى بالحب

فأنا لا افهم التركية.

لا يحتاج الحب الى لغة

طالما أن الحب هو لغة العشاق

والوردة الزرقاء في يد العاشقة

انهن جميلات

نساء أسطنبول

قالت لي واحدة بلهجة ركيكة

الرجال هنا يقولون

بأثنين لا نثق

الجو

والنساء

قالتها وهي تشبك يدها بيد عشيقها

وركضت تحت المطر

كانت ترتدي معطفا ورديا

ولفافا أخضرا

الالوان هنا تثير غرائزي الدفينة

في نهاية الشارع

وبعد منتصف الليل

وقفت شحاذة

تعرف أن العشاق يخجلون من عشيقاتهم لذلك هم سيكونون اسخياء معها

مر من جنبها عاشقين.

رجعت الشابة وقالت لها شيئا

بعد قليل أعطتها مظلتهاا

العاشقة تبللت

والشحاذة تقف تحت المطر محمية بمظلة عاشقة

ليال أسطنبول المبللة بالمطر

ورائحة الكستناء الدافئة


ليلى قصراني

شكرا جزيلا الك يا وردة